أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي والمهدئات وطرق العلاج المقترحة
من الضروري بمكان معرفة أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي وطرق العلاج الطبيعية المقترحة. فهو يحدث فجأة بدون إنذار مسبق، وأعراضه شديدة الوطء على المعدة والأمعاء، في حين أنه ببعض الإجراءات البسيطة يمكن الوقاية منه.
سنتحدث في هذا المقال عن أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي.. الأعراض، الأسباب، طرق الوقاية أو العلاج المقترحة، وكل ما تود معرفته عنه.
ما هو التهاب الأمعاء الفيروسي؟
يُطلق عليه كذلك التهاب المعدة والأمعاء Gastroenteritis وأحيانًا أنفلونزا المعدة Stomach Flu ولكنه مجرد مسمى وصفي، فلا تتشابه أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي مع أعراض الإنفلونزا. ويعد التهاب الأمعاء الفيروسي هو ثاني أكبر مسبب للأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية. وهو يُعد واحدًا من أعجب الأمراض، من حيث طريقة الإصابة به، وكذا الاستشفاء منه.
يحدث التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي نتيجة الإصابة بعدوى فيروسية نتيجة الاختلاط مع شخص مصاب به، أو نتيجة التلوث. نعم.. فعندما يتناول الشخص طعامًا ملوثًا، أو لا يهتم بنظافته الشخصية – وأولها بالطبع غسل يده قبل تناول الطعام – فإنه عُرضة مباشرة للإصابة بالتهاب الأمعاء الفيروسي.
عندما يصاب البالغون بهذا المرض ترهقهم الأعراض كثيرًا. ومن ثم فهي تكون أشد حدة على الأطفال وكبار السن إذا أُصيبوا بها.
ما هي أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي؟
ترتبط أعراض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي بالمعدة والأمعاء مباشرة، وبالجسد ككل بشكل غير مباشر على النحو التالي:
- تقلصات شديدة وآلام في المعدة
- الشعور بإجهاد عضلي أو آلام في العضلات
- أحيانًا يحدث صداع
- إسهال مائي شديد
- ارتفاع طفيف في درجات الحرارة
- غثيان مستمر وكثرة مرات القيء
تحدث الأعراض السابقة بعد فترة حضانة للفيروس تبدأ من يوم إلى 3 أيام، ثم تظهر الأعراض بهذه الحدة.
أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي المرتبطة بالجفاف
غير أن الجفاف هو أسوأ ما يصيب مريض التهاب المعدة والأمعاء. لذلك راقب الأعراض التالية إذا حدثت، فهي تدل على بدء جفاف الجسم من السوائل بسبب الإسهال والقيء، ومن ثم يجب الانتباه:
- الشعور الدائم بالعطش الشديد
- خروج كمية أقل من المعتاد من البول يكون لونه غامق عن المعتاد
- أن تصبح العيون غائرة أو الخدود بارزة
- الشعور بالتعب الشديد والصداع والإعياء والدوار عند الوقوف أو القيام بالأنشطة البسيطة
- نقص الوزن غير المقصود نتيجة فقد الكثير من السوائل
- في حالة الأطفال الرضع تكون الحفاضة جافة بدون بول أو براز لمدة تصل إلى 6 ساعات
فور أن تتطور أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي إلى هذه المرحلة، يجب التوجه إلى الطبيب فورًا لوصف طريقة الوقاية المناسبة من هذه الأعراض.
الوقاية؟ نعم. لأن مرض التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي ليس له علاج، كما سنوضح بعد قليل.
أسباب التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
مثله مثل بقية الأمراض الفيروسية ينتقل التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي – أول ما ينتقل – من خلال العدوى من شخص مصاب. فإذا خالط شخص صحيح آخر مصاب بدون الاحتراز أو الالتزام بإجراءات الوقاية ففي الغالب سيُصاب مثله بالعدوى المعوية.
ولكن ماذا عن الأسباب الأولية للإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي؟ كيف تحدث الإصابة من البداية؟ لنكتشف معًا:
- بعض أنواع الأطعمة وبالأخص المأكولات البحرية (الأسماك القشرية والمحار النيء)
- شرب الماء الملوث
- تناول الطعام بدون الاهتمام بغسل اليدين قبل الأكل
- استخدام أواني ملوثة لتناول الطعام أو عدم غسلها جيدًا قبل الاستخدام
- الإفراط في تناول الطعام المصنع البارد
الفيروسات المسببة لالتهاب المعدة والأمعاء
تعتبر الفيروسات التالية من أشهر مسببات التهاب المعدة والأمعاء:
1. فيروس نورو Norovirus
وهو أكثر الفيروسات مسببة لمرض التهاب المعدة والأمعاء. يتواجد بكثرة على الأسطح الملوثة وفي الطعام والماء الملوث. وهو سهل الانتشار والإصابة بشكل كبير. حتى أن الأسر والعائلات أو الأفراد الذين يقيمون معًا في مكان واحد (مثل المدينة الجامعية) معرضون للإصابة به بسهولة شديدة فور أن يُصاب أحدهم به من المرة الأولى، من مجرد الاختلاط به. بل إن مجرد لمس أي سطح يُحتمل أن يكون عليه الفيروس، ثم لمس الفم عرضًا يؤدي إلى الإصابة بفيروس نورو، وبدء أعراض التهاب المعدة والأمعاء فور انتهاء فترة الحضانة.
تشتد العدوى على كبار السن والأطفال في سن الرضاعة أو ما فوقها، بسبب حدة الأعراض وارتفاع احتمالية الإصابة بالجفاف الذي يكون أشد تأثيرًا على الأطفال وكبار السن.
2. فيروس روتا Rotavirus
يُطلق عليه كذلك الفيروس العجلي. وهو يؤثر على الأطفال الرضع في عمر 3 – 15 شهر أكثر من تأثيره على البالغين. فإذا أصيب به أحد البالغين عادة ما تكون أعراضه أخف، غير مؤثرة كما يحدث مع الرضع وكبار السن.
تحدث العدوى للأطفال الرضع نتيجة العادة الطبيعية للطفل عندما يضع أصابعه – الملوثة غالبًا – أو أحد الأغراض في فمه، فيتسبب هذا الإجراء في حدوث العدوى. ويصاب البالغون كذلك بالعدوى ولكنهم لا يتأثرون بها كثيرًا. ورغم ذلك يظلوا حاملين للعدوى، ويمكنهم نقلها إلى غيرهم ممن تؤثر عليهم كالأطفال الآخرين وكبار السن.
تستمر أعراض فيروس روتا لمدة من 3 إلى 7 أيام بحد أقصى، ثم تختفي. يتوافر الآن تطعيم ضد الفيروس العجلي، ومن ثم قلت الإصابة به كثيرًا عن ذي قبل.
3. بعض أنواع البكتيريا والطفيليات
على الرغم من اسمه التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي إلا أنه يوجد بعض أنواع البكتيريا والطفيليات هي التي تسبب ظهور نفس الأعراض على الجسم، مثل:
- الشغيلا Shigella
- السالمونيلا Salmonella
- الجيرديا Giardia
- الإشريكية القولونية Escherichia Coli
وهناك أسباب أخرى للإصابة مثل التعرض لبعض المواد الكيميائية التي تؤدي إلى الإصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، مثل الأدوية، المعادن، أو بعض السموم الكيميائية.
متى يصبح التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي خطيرًا؟
على الرغم من حدة الأعراض الظاهرية إلا أن البالغين يمكن احتمالها. بينما لا يحدث نفس الأمر مع الأطفال وكبار السن بسبب بداية تكون الجهاز المناعي في الأطفال، وضعف الجهاز المناعي للكبار بحكم السن.
لذلك تكون الأعراض أكثر حدة عليهم، ومن ثم يجب الإفراط في الحرص عند التعامل معهم حال ثبوت حالة إصابة بالتهاب المعدة والأمعاء الفيروسي، وعزل المصاب قدر المستطاع والتعامل معه بحذر.
علاج التهاب المعدة والأمعاء الفيروسي
في العادة تأخذ الأعراض وقتها من الحدة ثم تذهب من تلقاء نفسها. فيتعامل الجسم مع الحالة بشكل تلقائي خلال 7 أيام على الأكثر، ثم يعود إلى طبيعته. لا يجب الإفراط في استخدام الأدوية وبالأخص المضادات الحيوية. فحال الإصابة بالفيروس لن يفيد المضاد الحيوي كثيرًا. ولكن عند التأكد من العدوى البكتيرية يُفضل استخدام المضاد المناسب حسب إرشاد الطبيب. يُفضل فقط في هذه الفترة تعويض الجسم عن المفقود من السوائل والأغذية بحذر حتى لا تتفاقم الحالة.
فيُفضل أن يكون التعامل مع المعدة على النحو التالي:
- إعطاء المعدة مساحة من الوقت: لتهدأ من خلال التوقف عن تناول الأطعمة الصلبة تمامًا لمدة 6 ساعات على الأقل فور اشتداد الأعراض على الجسم.
- تعويض الجسم عن الفاقد من السوائل: وحماية له من الجفاف، من خلال رشفات قصيرة على مدار اليوم، تحفظ للجسم رطوبته، ولا تسبب المزيد من الإسهال في نفس الوقت.
- تجنب الأطعمة والمشروبات المهيجة للمعدة: مثل المقليات، الأطعمة الدهنية، الأطعمة الحارة، مشتقات الألبان من الأطعمة. ومشروبات الكافيين من المشروبات الغازية.
- البدء في تناول الأطعمة الخفيفة: من التي تمسك المعدة أكثر مثل التوست، الطعام المسلوق، البطاطا، الموز، وغيرها من الأطعمة التي عُنِيَ بنظافتها.
- الاهتمام براحة البدن: يعاني من يشعر بالتهاب الأمعاء الفيروسي بالكثير من الإرهاق والدوار الناتج عن أعراض المرض وفقد السوائل في نفس الوقت. لذلك يُفضل أن يأخذ وفرته من الراحة حتى يستعيد نشاطه.
جميع أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي لا تزيد مدتها عن 7 أيام في أغلب الأحوال. فإذا تم التعامل بحكمة مع المرض – كما وضحنا بأعلى – ستكون النتائج جيدة إلى أبعد حد، وستمر الأزمة بهدوء.
الخلاصة:
تحدث أعراض التهاب الأمعاء الفيروسي نتيجة العدوى من شخص مصاب بها، أو التعرض لأحد ملوثات الطعام أو الشراب أو الأسطح التي يحدث تلامس مباشر معها. تتسبب الأعراض في فقد سوائل الجسم من خلال الإسهال، وربما إصابة الجسم بالجفاف. تؤثر الأعراض شكل أكبر على الأطفال وكبار السن، ومن ثم يجب العناية بهم عناية خاصة حال إصابتهم. تختفي الأعراض وحدها في غضون مدة أقصاها 7 أيام، ويلزم الجسم الراحة من الطعام الدسم والحركة المجهدة في تلك الأيام حتى تمام الشفاء.