أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات
عند البحث عن أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات ستكتشف أن الأمر لا يقتصر على هذه الفئة العمرية وحدها، وإنما يتسع الأمر ليشمل فئات عمرية أخرى، بداية من الشهور الأولى في الرضاعة حتى سن 7 سنوات. فهناك من يبحث عن أعراض التوحد عند الرضع بالصور، أو أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال عامة.
يُعد اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder أو ASD والذي يُطلق عليه اختصارًا (التوحد) في الثقافة الشعبية، أحد أهم الأمراض التي يجب أن ينتبه لها الأبوان لطفلهما في جميع مراحله العمرية. لذلك يكثر البحث عن أعراض التوحد في عمر 5 سنوات أو أعراض التوحد عند الرضع بالصور. وكذلك أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، فهو أحد أبرز المواضيع المطروحة كذلك.
ولذلك سنتحدث في هذا المقال عن أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات وكذلك السنوات التي تليها والتي تسبقها. وذلك حتى يتمكن الأبوان من إدراك المرض بشكل مبكر، وإعطاؤه الرعاية الصحية المناسبة في الوقت المناسب.
تعرف على اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder
يُطلق عليه اختصارًا ASD وهو اضطراب نمائي عصبي يصيب الأطفال في مرحلة عمرية مبكرة، ويتسبب في حدوث صعوبات في التواصل الاجتماعي للطفل مع الآخرين، بجانب سلوكيات معينة تخص مريض طيف التوحد تحديدًا دون غيره.
ولفظة “اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder” عادة ما تشمل عدة أمراض من نفس الفئة، يختلف كل واحد منها عن الآخر، ولكنها تنتمي جميعًا إلى عائلة التوحد. والتوحد Autism بالمناسبة هو أحد أمراض عائلة طيف التوحد التي تشمل:
- متلازمة أسبرجر Asperger Syndrome
- اضطراب التحطم الطفولي Childhood Disintegrative Disorder
- متلازمة ريت Rett Syndrome
- وبالطبع، التوحد Autism
كم عدد الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد في العالم؟
حسب تقرير منظمة الصحة العالمية فهناك طفل من كل 100 طفل يعاني من التوحد في العالم. بينما حسب دراسة المكتبة الوطنية للطب فإنه يوجد 1 – 2 طفل من بين كل 1000 طفل في العالم يعاني من مرض التوحد. ولكن المؤكد بشكل شبه قاطع أن هذه المرض ذكوري بشكل أكبر. فأمام كل حالة من التوحد لدى الإناث نجد نحو 4 أو 5 حالات من التوحد لدى الذكور.
أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات .. كيف تبدو؟
في الواقع هناك ما يجب أن ننتبه إليه في مسألة اضطراب طيف التوحد هو ملاحظة الأبناء وظهور الأعراض في المراحل العمرية الأولى، وليس فقط السؤال عن أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات. لذلك سنذكر في التصنيفات العمرية التالية ما هي أعراض التوحد عند الطفل بدءًا من الشهر السادس حتى ينتبه الوالدان إليها بشكل مبكر، والبدء بعلاجها.
أعراض طيف التوحد بعمر 3 سنوات .. وما قبلها وما بعدها من فئات عمرية
حاول الانتباه لطفلك – أيًّا كانت مرحلته العمرية – إذا ظهر عليه أحد هذه الأعراض:
- عمر 6 شهور: لا يستجيب بالابتسام عند الإحساس أو الشعور بالسعادة وبالأخص عند المداعبة
- عمر 9 شهور: لا يقلد تعبيرات الوجه أو الأصوات أو يتفاعل معها
- عمر 12 شهر: لا يتكلم بتلعثم أو كلمات مكسرة أو يُصدر أصواتًا يعبر بها عن انشغاله
- عمر 14 شهر: لا يلوح بيده بإشارات وإيماءات أو يستخدم حركات معينة يعبر بها عن احتياجاته وانفعالاته
- عمر 16 شهر: لا ينطق بكلمات متفرقة سواء واضحة أو مبهمة
- عمر 18 شهر: لا يقوم بأفعال تدل على مساحة الخيال لديه، مثل ألعاب التخيل أو التظاهر بكونه شخص آخر أو كما يفعل الكبار
- عمر 24 شهر: عدم القدرة على نطق جملة ذات معنى (منطقية) من كلمتين على الأقل
بعد أن يبلغ الطفل عامه الثاني، عادة ما يصعب ألا يكون قد لوحظ تغير على سلوكه بما يشير إلى إصابته بأحد أطياف التوحد. وذلك بالطبع في حالة اشتداد الأعراض. غير أن درجات التوحد عادة ما تتفاوت، ما بين البسيط والمتوسط والشديد.
لذلك في بعض الأحيان قد يتعرض الطفل لأحد أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال التي يصعب ملاحظتها من المرة الأولى، وتحتاج إلى عناية خاصة من الأبوين في وقت مبكر.
أعراض طيف التوحد عند الأطفال في جميع الفئات العمرية
هناك أعراض ثابتة وواضحة لطيف التوحد تُلاحظ بالشكل الذي يستدعي استشارة طبيب متخصص، أو البحث عن مساعدة متخصصة في مركز طبي وتأهيلي للتعامل مع الطفل. لذلك – باستثناء ما عرضناه عن أعراض طيف التوحد للأطفال في الشهور الأولى – ستجد أن من أعراض طيف التوحد الاجتماعية:
- غياب الاتصال البصري Eye Contact: لا يستطيع مريض التوحد الثبات على اتصال بصري مع شخص آخر، ولا سيما الأطفال.
- عدم القدرة على قراءة المشاعر أو لغة الجسد: فلا تصلح معه الإشارات اليدوية، أو تعبيرات الوجه، أو حركات الجسد. ومن ذلك أيضًا عدم فهمه لطرق التعبير الجسدي عن العاطفة، مثل الأحضان. بل يرفض الأحضان بشدة، وأحيانًا يرفض أن يلمسه شخص آخر تمامًا.
- عدم القدرة على الاندماج مجتمعيًا: فعلى خلاف الطفل الطبيعي، يجد طفل التوحد صعوبة بالغة في الاندماج مع أفراد المجتمع فيما يخص الألعاب أو التواصل أو الأنشطة الجماعية.
- عدم القدرة على التخيل: أو الإبداع أو التمثيل أو أي أنشطة ترتبط بالتظاهر بغير ما هو عليه. ومن المعروف أن التمثيل والتظاهر من ألعاب الأطفال الشهيرة التي تبدأ معهم سلوكيًا منذ الشهر الثامن عشر من عمرهم.
- لا يتفاعل مع الحوار: فإذا نادى عليه أحد لا يرد، ولا يُبدي أي ردة فعلة تشير إلى كونه قد انتبه إلى أنه تم مناداته. ولا يعبر بالكلمات أو يستخدمها في التعبير عن احتياجاته الشخصية أو ما يريد فعله.
- يُصدر أصواتًا غير منطقية: فيتكلم بصوت مرتفع أو يصرخ بدون حاجة فعلية إلى ذلك. أو يهمهم بكلمات غير مفهومة بشكل متصل ومتكرر بدون توجيه الحديث إلى شخص آخر، وإنما كمن يحدث نفسه.
أعراض طيف التوحد السلوكية:
كذلك، هناك سلوكيات مميزة لصاحب طيف التوحد تميزه عن غيره، ويُعرف بها عند ملاحظتها عليه للمرة الأولى، مثل:
- الهوس بالتكرار: يشمل ذلك تكرار الأفعال والأقوال. فقد تجد الطفل يكرر كلمة معينة أو جملة معينة، وكذلك يكرر فعلاً معينًا بشكل مستمر دون ملل أو توقف.
- الرفرفة: يغلب على مريض التوحد فعل الرفرفة بذراعيه كأنهما أجنحة. لذلك تُعد الرفرفة من سمات طيف التوحد المميزة جدًا.
- قد يؤذي نفسه: أحيانًا يقوم طفل التوحد بضرب رأسه في الحائط كوسيلة للتعبير عن غضبه، مما قد يسبب له أذىً شديدًا.
- له طقوسًا معينة لا يحب تغييرها: فيفضل أماكن معينة وأفعال معينة وأشياء معينة يتضايق عندما يقوم شخص آخر بتغييرها.
- لديه أنماط حركية غريبة: أحيانًا يُلاحظ على طفل التوحد الحركة على أطراف الأصابع، أو التحرك بشكل متصلب، أو لغة جسد غريبة لا تعبر عادة عما يشعر به أو يريده.
- حساسية مرتفعة: للضوء والصوت واللمس. ولكن رغم ذلك لا يبالي بالحرارة أو الألم.
- يُبدي حماسًا لأشياء غريبة: لا ينبهر لأجلها الآخرين في العادة. وقد أجريت عدة تجارب على أشخاص مصابين بطيف التوحد، بتعريضهم لمشاهد تليفزيونية معينة، فوجد انبهارهم وتفاعلهم مع أشياء ليست مدعاة للانبهار.
- لديه نمط غريب في الطعام: فربما يُفضل أنواعًا معينة من الطعام دون غيرها. أو قد ينزعج من بعض الأطعمة بسبب شكلها أو ملمسها.
علاج طيف التوحد عند الأطفال
حتى الآن لا يوجد علاج طبي يعالج طيف التوحد عند الأطفال في أي مرحلة عمرية. ولكن هناك رعاية سلوكية واجتماعية من الأطباء والمراكز المتخصصة في التعامل مع طيف التوحد، لتدريب الطفل على الأنماط الاجتماعية والسلوكية التي تسمح له بمواجهة المجتمع، وتلبية الحد الأدنى من احتياجاته. تحدث هذه الرعاية الصحية بتنسيق وانسجام مع الأسرة والمجتمع الذين يكون لهم دورًا بارزًا في محاولة تنشئة الطفل بشكل طبيعي قدر الإمكان.
كذلك الأدوية التي يتم إعطاؤها لمريض التوحد عادة ما تكون للأعراض التي يتعرض لها، وليس علاجًا طبيًا للتوحد ذاته. كأن يُعطى الطفل بعض الأدوية المضادة لفرط النشاط، أو تلك التي تعالج الذهان. كذلك قد يؤدي الطفل بعض التمرينات الرياضية لتعديل سلوكه الحركي أو إعطاؤه مقويات خاصة لتحسين حالته الصحية، مثل مستحضرات أوميغا 3 (أوميجرو شراب (أوميغا 3) للأطفال 100 مل) لضمان نموه بشكل صحي ومتوازن. كما أن أوميغا 3 يحسن من القدرات الذهنية لدى الطفل، ويساعده على أن يصبح مندمجًا أكثر بشكل اجتماعي.
الخلاصة:
تظهر أعراض طيف التوحد على الأطفال في وقت مبكر للغاية من عمرهم. فبعضهم تبدأ الأعراض معه من الشهر السادس، وآخر تبدأ مع الأعراض بعد تمام السنة الأولى، أو أكثر قليلاً. ولكن بشكل عام لا يتم الطفل العام الثاني إلا وتكون أعراض التوحد ظاهرة وواضحة، وتحتاج إلى تدخل أو دعم خارجي متخصص.