أعراض التوحد في عمر 7 سنوات
من يسأل عن أعراض التوحد في عمر 7 سنوات لطفله هو في حاجة إلى التوقف قليلاً لإجابة هذا السؤال: ألم يلاحظ على طفله أعراض غريبة على مدار سنوات عمره السبع الماضية؟ الأمر جد خطير. وبالأخص عندما يتعلق الأمر بالتوحد.
سنحاول في هذا المقال أن نجيب عن الأسئلة الرئيسية التي تتعلق باضطراب طيب التوحد لجميع الفئات العمرية، بدءًا من عام واحد – حيث تبدأ الأعراض في الظهور – وحتى أعراض التوحد في عمر 7 سنوات حماية لأطفالنا.
بعد قراءتك لهذا المقال ستتعرف على أعراض التوحد في عمر 6 سنوات، أعراض التوحد في عمر 5 سنوات، أعراض طيف التوحد بعمر ٣ سنوات، أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال، وطرق علاج طيف التوحد، وهل يشفى الطفل من طيف التوحد نهائيًا، والعديد من التفاصيل الأخرى. عديد من التفاصيل الأخرى.
لنبدأ أولاً بالتعريف…
اضطراب طيف التوحد.. ما هو؟
يُطلق عليه العامة لفظة “التوحد” اختصارًا. والتوحد هو أحد أعراض اضطراب طيف التوحد Autism Spectrum Disorder أو ASD. وهو أحد الأمراض التي تصيب الأطفال في سنوات عمرهم الأولى. ويعتبر اضطراب طيف التوحد، اضطراب نمائي عصبي يصيب الأطفال في المراحل المبكرة من أعمارهم، وينتج عنه صعوبات في التواصل الاجتماعي واستيعاب النواحي العاطفية في التواصل مع الآخرين.
والتوحد – كتوصيف علمي دقيق – هو أحد أنواع الأمراض التي تنتمي لعائلة اضطراب طيف التوحد التي تشمل:
- التوحد Autism
- متلازمة أسبرجر Asperger Syndrome
- اضطراب التحطم الطفولي Childhood Disintegrative Disorder
- متلازمة ريت Rett Syndrome
وكل نوع من الأمراض السابقة لها خصائصها الخاصة بها، والتي يُميز الطفل بها في سني عمره الأولى، حتى يتم البدء في علاجه بالطرق العلاجية المعروفة.
اضطراب طيف التوحد في أرقام
من أعجب الإحصاءات الخاصة باضطراب طيف التوحد أنه يصيب الأطفال الذكور أكثر منه في الإناث. فأمام كل حالة من حالات طيف التوحد التي تصيب طفلة، يقابلها 5 حالات من الأطفال الذكور. وحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فإن اضطراب طيف التوحد يصيب طفل واحد على الأقل من بين كل 100 طفل طبيعي.
أما أحدث إحصاءات Austin Parenting Magazine فتخبرنا أن العام 2024 قد شهد ارتفاع نسبة الإصابة بمرض التوحد إلى طفل من كل 36 طفل، بعد أن كانت العام الماضي 2023 طفل واحد من بين كل 44 طفل.
أي أن الإحصاءات تخبرنا بزيادة ملحوظة في – ومخيفة نوعًا – من احتمالية إصابة الأطفال بأعراض طيف التوحد.
ولكن… ألا يوجد طريقة لتجنيب أطفالنا الإصابة بأحد أعراض طيف التوحد؟ ما هي أسباب التوحد في الأساس؟
أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد
على الرغم من أن انتشار المرض، إلا أنه لا توجد – حتى الآن – قرينة واضحة تؤكد أو تنفي أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد لدى الأطفال. فلا يُعرف ما الذي يتسبب في إصابة هذا الطفل بطيف التوحد دون غيره. لا يوجد سبب معروف حتى الآن.
يحاول العلماء ربط الأمر بالعوامل الوراثية، ولكن هذا لا يجيب عن السؤال الرئيسي: لماذا يحدث طيف التوحد في الأساس؟ بينما يعزو الآخر الأمر إلى البيئة، ووجود عوامل محددة عندما تتوفر للطفل يُصاب بطيف التوحد. وكذلك هذا احتمال ظني غير مبني على حقيقة واضحة يمكن الارتكاز عليها. ويقدح هذا الزعم إصابة العديد من الأطفال من بيئات مختلفة باضطراب طيف التوحد. المؤكد هو: لا يوجد سبب معروف للإصابة بطيف التوحد.
أعراض التوحد في عمر 7 سنوات
في الواقع لا تبدأ أعراض التوحد في عمر 7 سنوات تحديدًا، إذ يمكن ملاحظتها مبكرًا للغاية مع الأطفال من الشهور الأولى من أعمارهم، ولكن يتطلب الأمر ملاحظة قوية من الأم في السلوكيات العامة للرضيع.
سنحاول بقدر الإمكان توضيح أعراض التوحد عند الأطفال في المراحل العمرية المختلفة، حتى يمكنك الكشف عنها في كل مرحلة وملاحظتها واتخاذ الإجراء المناسب فورًا.
أعراض التوحد في الفترة من 6 شهور حتى 24 شهر
يبدو الحديث هو أكبر مؤشر للطفل لاكتشاف أعراض التوحد مبكرًا. فكيف الأمر عندما يكون الطفل رضيعًا أو في المرحلة العمرية التي لا يستطيع فيها التعبير بالكلمات؟
هنا يأتي دور الملاحظة. فالقائمة العمرية التالية ستوضح لك ما الذي يجب عليك ملاحظته على طفلك في الشهور الأولى حتى تمام العام الثاني:
- أول 6 شهور: يغيب عن الطفل المصاب بالتوحد في هذه المرحلة التعبير بالابتسام عند الشعور بالسعادة وبالأخص عند المداعبة.
- عن الشهر التاسع: في هذه الفترة عادة ما يتمكن الطفل من تقليد تعبيرات الوجه أو الأصوات بشكل طفولي بدائي. طفل التوحد يعاني من تعبيرات وجه جامدة ولا يقلد الأصوات.
- تمام العام الأول: تغيب عنه المفردات على عكس الطفل العادي في هذه المرحلة الذي عادة ما يتلعثم بالكلمات البسيطة.
- الشهر 14: لا يستخدم الإشارات والتلويحات في التعبير عن احتياجاته وانفعالاته.
- الشهر 16: على عكس ما هو مفترض لا يتلفظ الطفل بالكلمات في هذه المرحلة، بل دائم الصمت.
- الشهر 18: لا يقلد الكبار ولا يقوم بألعاب التخيل التي يفعلها الأطفال عادة في هذه المرحلة العمرية.
- تمام العامين: يجد طفل التوحد عسرًا في نطق جملة بسيطة من كلمتين بجانب الأعراض السابقة الأخرى.
ثم تبدأ الأعراض تزيد تباعًا مع نمو الطفل في المراحل العمرية التالية:
أعراض التوحد في عمر 3 سنوات
في هذه المرحلة يكون لدى الطفل القدرة على المشي. فنجده أحيانًا يفضل المشي على أطراف أصابعه. يرفض مشاركة الأطفال في ألعاب الطفولة العادية. لا يُظهر ما يبدو أنه فهم مشاعر الآخرين. يحب الروتين، وينفعل بشدة إذا تم تغيير هذا الروتين. يؤدي حركات متكررة.
أعراض التوحد في عمر 4 سنوات
في هذه المرحلة يستطيع الكلام بوضوح، ولكنه لا يستجيب لحديث الآخرين، ويفضل تكرار كلمات أو عبارات معينة تمثل له الراحة أكثر. كذلك لا يستجيب للعب مع الآخرين، مع صعوبة شديدة في التواصل اللغوي. ينصب اهتمامه في الغالب على أشياء معينة ويتجاهل ما سواها.
أعراض التوحد في عمر 5 سنوات
يزيد عمر الطفل ويزيد وزنه كذلك. فيبدأ في إظهار ردود الأفعال غير المنطقية مع الأحداث التي تدور حوله. فيحدث أن يُبدي رد فعل أقل من المتوقع بشكل مبالغ فيه، أو أكثر من المتوقع بشكل مبالغ فيه مع أحداث لا تستلزم هذا الانفعال عادة.
تظهر أعراض طفل التوحد بشدة في التجمعات البشرية مع أقرانه في الحضانة أو المدرسة، فلا يُبدي التفاعل الذي يبديه الأطفال عادة مع بعضهم البعض من تواصل حركي ولغوي. بل يُفضل اللعب منفردًا في ألعاب متكررة روتينية والقيام بحركات روتينية متكررة (كأن يدور في دوائر أو يستغرق في ترتيب شيء ما)، وكذا تكرار نفس الكلمات.
أعراض التوحد في عمر 6 سنوات
هذا هو عمر المدرسة. وطفل التوحد في هذا العمر يعاني في التكيف مع البيئة التعليمية. فهو من حيث الاستيعاب لا يستقبل المعلومات كما يستقبلها أقرانه. ولا يستطيع التعامل مع الأطفال في سنه بشكل طبيعي. بل يُفضل البقاء وحيدًا، أو الاهتمام بالأشياء الروتينية تحديدًا (تكرار فعل معين – تكرار قول كلمات معينة – تكرار حركات جسدية معينة).
أعراض التوحد في عمر 7 سنوات
طفل التوحد لا يعيش وحده. بل وسط مجتمع يتطلب منه سلوكًا اجتماعيًا محددًا له مفردات محددة. وبناءً على هذا السلوك يتحدد مساره التعليمي أو الاجتماعي.
فهو في هذه المرحلة يُطلق عليه طفل مميز. أي يمكنه تمييز الكثير من الأمور التي تصنع تفاعلاً اجتماعيًا. من أعراض التوحد في عمر 7 سنوات هو غياب التفاعل الاجتماعي تمامًا عن الطفل. فلا يحب أن يقضي وقته في تجمعات، بل يُفضل الوحدة. ولا يستجيب للتواصل اللغوي مع الجميع. كما أنه يحب الأشياء الروتينية التي تسبب الملل للأطفال عادة. طفل التوحد لديه استعداد أن يقضي الكثير من الوقت في الأنشطة الروتينية – أيًّا كانت – الكثير من الوقت بدون ملل. شعور الملل ليس له تفسير عنده من الأساس.
كذلك من أعراض التوحد في عمر 7 سنوات أنه يفتقر إلى أساسيات التفاعل الاجتماعي التي من المفترض أن تكون عند الطفل في هذه السن. فلا يستجيب للزجر والمنع، ويبالغ في ردود أفعاله الصوتية والجسدية بشكل مزعج، ويكرر الأصوات والكلمات والحركات بشكل مبالغ فيه.
وليس بالضرورة أن تتجمع فيه كل هذه الأعراض معًا. فقد نجد أحد الأطفال يعاني من أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال التي يصعب ملاحظتها عادة من المرة الأولى، وتحتاج إلى ملاحظة الأبوين حتى يتم علاجها مبكرًا.
علاج التوحد عند الأطفال في عمر 7 سنوات
لا يوفر الطب علاجًا دوائيًا لجميع أنواع طيف التوحد. تلعب الأدوية دورًا محدودًا فقط في علاج بعض الأعراض التي من الممكن أن تؤثر بشكل خطير على الطفل.
ولكن يتم علاج أعراض اضطراب طيف التوحد بانسجام ثلاثي بين دور رعاية أطفال التوحد، والأسرة، والمجتمع. فكل طرف من الأطراف الثلاثة له دوره في محاولة تنشئة طفل التوحد نشأة طبيعية بعيدًا عن ردود الأفعال المؤذية التي قد تصيبه من البيئة التي يتواجد فيها.
يحتاج طفل التوحد على سبيل المثال أحماض أوميغا 3 الدهنية لتنمية قدراته الذهنية والبدنية، فيتناول مستحضر طبي مثل أوميجرو شراب (أوميغا 3) للأطفال 100 مل لتعويضه عن هذا النقص. كذلك قد يُفضل إعطاء طفل التوحد الأدوية التي تخفف من النشاط البدني لمن يعاني فرط الحركة، وكذلك تلك الأدوية التي تعالج الذُهان بشكل خاص.
القصد هو أن دور الأدوية هنا سيكون مقتصرًا على علاج الأعراض التي قد تسبب خطورة على صحة الطفل المصاب بالتوحد، ولكنها لن يكون لها دور حيوي في علاج اضطراب طيف التوحد نفسه. فالأمر يحتاج إلى التعامل مع المتخصصين في هذا الشأن لتقويم سلوك الطفل تدريجيًا حتى يمكنه الاندماج في المجتمع والعيش بشكل عادي قدر المستطاع.
الخلاصة:
لا تبدأ أعراض التوحد في عمر 7 سنوات عند الطفل، ولكن تبدأ قبلها بسنين عديدة. يحتاج الأمر فقط إلى قوة ملاحظة من الوالدين حتى يتمكنا من التعامل مع الحالة مبكرًا، والتمكن من تنشئة الطفل نشأة أقرب إلى الطفل الطبيعي. لا يوجد علاج دوائي لعلاج اضطراب طيف التوحد، وتقتصر الأدوية على تخفيف الأعراض التي قد تشكل خطورة على حياة أطفال التوحد. ويشمل العلاج دور الرعاية المتخصصة، والأسرة، والمجتمع في تضافر وانسجام حتى ينشأ الطفل بشكل طبيعي يؤهله للتعامل مع المجتمع قدر الإمكان.