في أي عمر تكتمل مناعة الطفل
الذين يبحثون عن إجابة سؤال في أي عمر تكتمل مناعة الطفل هم في الغالب يرون مشاكل مناعية في أجساد أطفالهم، من تواتر وكثرة الأمراض، وبالأخص في الفترات الموسمية وتغير الفصول.
لذلك سيكون هذا المقال شاملاً عن مناعة الأطفال وكيف تقوي مناعة الطفل، ومشروبات لتقوية المناعة عند الأطفال، وكذا فواكه تقوي المناعة للأطفال. ولمن يُفضل المستحضرات الطبية سنتحدث كذلك عن أفضل دواء لتقوية المناعة للأطفال.
لنبدأ أولاً بإجابة السؤال…
ما هو الجهاز المناعي؟
قد يوحي لفظ الجهاز المناعي إلى أن هناك جهاز محدد الملامح مثل الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي يُسمى الجهاز المناعي. ولكن الأمر غير ذلك. فالجهاز المناعي عبارة عن شبكة معقدة متشابكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء التي تعمل معًا للدفاع عن الجسم وحمايته من الهجمات الميكروبية التي تشنها عليها الفيروسات والبكتيريا الضارة، حاملة العدوى والأمراض.
فعلى سبيل المثال يعتبر الجهاز اللمفاوي من الجهاز المناعي. ويشمل الجهاز اللمفاوي الطحال واللوزتين والعقد اللمفية والقنوات اللمفية. ويضم الجهاز المناعي كذلك خلايا الدم البيضاء، وهي تعتبر جزءًا أساسيًا في الجهاز المناعي، والتي يعتبر نقصها خللاً مناعيًا يحتاج إلى علاج. ينتمي نخاع العظام كذلك إلى الجهاز المناعي. وهو مسئول عن إنتاج خلايا الدم البيضاء، وتخزينها وحملها إلى الأجزاء التي تحتاج إلى دفاع ضد الأمراض.
ويعتبر الجلد والأغشية المخاطية كذلك ضمن الجهاز المناعي للجسم. بل هي تنتمي إلى الجهاز المناعي الأولي الذي يولد به الطفل. وهي تمثل الجدار الخارجي للجسم والتجاويف الداخلية التي من الممكن أن تتسلل إليها الجراثيم بسهولة. فيعمل بمثابة حائط الصد الدفاعي الأول من الجهاز المناعي.
ما هي آلية عمل الجهاز المناعي؟
يعرف الجهاز المناعي كل أجهزة وأعضاء وأنسجة الجسم. بل يتواجد فيما بينها. لذلك عندما يدخل جسم غريب إلى الجسم (جراثيم – مواد سامة – أي شيء آخر) يبدأ في تقييمه والتعامل معه وفق الخطر المحتمل منه.
فيبدأ أولاً: في تحليل هذه الأجسام الغريبة والتي تُسمى مستضدات، ويعرف ما هي الطريقة المناسبة للتعامل معها. ثم ثانيًا: يتم ذلك بعد التعرف على نوعية هذه المستضدات. وثالثًا: فور أن يتعرف عليها، يبدأ في إنتاج بروتينات دفاعية خاصة، تُسمى الأجسام المضادة. رابعًا: تهاجم الأجسام المضادة المستضدات (الأجسام الغريبة) وتقضي عليها. خامسًا وأخيرًا: تتكون ذاكرة بيولوجية دفاعية لدى الجهاز المناعي ضد هذه المستضدات أو بلغة أخرى هذا المرض، فيصبح لدى الجسم منه مناعة.
ومع تكرار هذه العملية – وبالأخص مع الأطفال – يتكون الجهاز المناعي للطفل.
كيف يتكون الجهاز المناعي للطفل؟
يولد الطفل بجهاز مناعي أولي بسيط. ليس لديه أي خبرات سابقة في التعامل مع الأمراض. ولكن لديه آلية طبيعية في إنتاج الأجسام المضادة ضد أي مستضدات ومقاومتها والقضاء عليها، وحماية جسد الرضيع من الإصابة بأي مرض.
يحدث هذا وتظهر أعراض المقاومة على الطفل بصور مختلفة. ويظل جسد الطفل قويًا طالما ظلت منظومة الجهاز المناعي – بالصورة التي شرحناها في الفقرة السابقة – تعمل على نحو جيد. لذلك ينصح طبيب الأطفال بعيد النظر بعدم إعطاء الطفل المضادات الحيوية لتشجيع الجسم على إنتاج الأجسام المضادة ذاتيًا وتكوين المناعة التي يحتاجها الجسم، والتي ستظل معه للأبد. والعكس – للأسف – هو ما يحدث بالطبع. فعند التعامل مع الطفل بآلية الحماية الخارجية المطلقة، يضعف الجهاز المناعي للطفل كثيرًا.
ولذلك نرى الأطفال في الصف الدراسي الواحد يتعرضوا لنفس الظروف الصحية – من تقلبات جوية وبرد أو حرارة – فنجد أحدهم يُصاب بشدة ويعاني، بينما الآخر صامد ولا يتأثر بما يتأثر به زميله. هذه هي الطريقة التي يتكون بها الجهاز المناعي للطفل. وعلى مدار الأعوام يصبح الطفل أكثر قوة في مواجهة الأمراض التي تهاجم جسمه، ويصبح لديه مناعة ذاتية أقوى كلما تعرض لأنواع مختلفة من الفيروسات والميكروبات التي تؤدي في النهاية إلى زيادة خبرة الجهاز المناعي لديه.
إذًا: في أي عمر تكتمل مناعة الطفل؟
من المتوقع أن تستمر هذه العملية مع الطفل حتى نهاية مرحلة الطفولة ومطلع سن المراهقة. ففي المرحلة من 12 إلى 14 سنة يكتمل الجهاز المناعي تقريبًا للطفل، ضد جميع الأمراض المحتملة والتي تحتاج إلى تكوين أجسام مضادة.
فكما سبق وأوضحنا يحتفظ الجسد في ذاكرته بكل ما يتعلق بالأجسام التي هاجمته سلفًا، ويكون لها بروتينات خاصة بها (أجسام مضادة). فإذا عاودت الهجوم مرة أخرى في أي مرحلة عمرية لاحقة، فليس على الجهاز المناعي جهد إلا أن يقوم بإنتاج الأجسام المضادة التي يمكنها التعامل مع هذه المستضدات (الأجسام الغريبة).
كيف يمكن تقوية مناعة الطفل؟
عند الحديث عن تقوية مناعة الطفل، سنجد أن هناك 3 منهجيات للتعامل مع هذا الأمر:
- تقوية المناعة ببعض الإجراءات الطبيعية والطبية
- تقوية المناعة طبيعيًا من خلال الأطعمة والمشروبات
- تقوية المناعة من خلال المكملات الغذائية
أولاً: تقوية المناعة ببعض الإجراءات الطبيعية والطبية
نبدأ بالإجراءات الطبية لأنها الأسهل والأوضح. وهو الالتزام بجدول التطعيمات الخاص بالطفل بدءًا من أول يوم بعد الولادة، وحتى انتهاء التطعيمات الرسمية التي تنص عليها وزارة الصحة.
أما من ناحية الإجراءات الطبيعية، فلتقوية مناعة الطفل، ينبغي الحرص على الآتي:
- الالتزام بالرضاعة الطبيعية وبالأخص في الشهور الأولى
- حصول الطفل على قدر كافي من النوم
- ممارسة الرياضة بانتظام (السباحة – المشي – رياضة قتالية – رياضة جماعية – إلخ)
- تجنب السمنة لأنها تؤثر على الأداء الوظيفي للجسم من نواحٍ عدة وهذا بالطبع يتطلب…
- عمل نظام غذائي محكم للطفل مبني على المغذيات الطبيعية والأطعمة الصحية التي تدعم مناعته
- تأصيل عدة شرب الماء بكميات كافية في الطفل
ثانيًا: تقوية المناعة طبيعيًا من خلال الأطعمة والمشروبات
أما من ناحية الاعتماد على المغذيات الطبيعية لتقوية المناعة، فهي عديدة ويصعب حصرها، ولذلك سنذكر أبرزها والتي يمكن الحصول عليها بسهولة للجميع:
- عائلة الفواكه الحمضية: مثل البرتقال واليوسفي والليمون والكيوي، لأنها تحتوي على فيتامين سي
- الحبوب الكاملة: مثل القمح، لاحتوائها على فيتامينات ب وكذا فيتامين سي
- الأسماك: وبالأخص الأسماك الدهنية التي تحتوي على أحماض أوميغا 3 الدهنية
- العسل: وبالذات عند تخفيفه وتناوله مع الليمون أو استبداله بالسكر في المشروبات الدافئة
- البروكلي: يحتوي البروكلي على مواد تقوي جهاز المناعة
- الثوم
- البندورة (الطماطم)
- عيش الغراب: لأنه يستحث الدم على إنتاج المزيد من كريات الدم البيضاء، التي هي عماد مناعة الجسم
ثالثًا: بعد معرفة في أي عمر تكتمل مناعة الطفل، تقوية المناعة من خلال المكملات الغذائية
هناك بعض العناصر الهامة التي يحتاجها الجسم بشكل يومي، ولا يستطيع إنتاجها بكمية كافية. وتعتبر أحماض أوميغا 3 الدهنية هي أحد أبرز هذه العناصر وأكثرها أهمية للجسم (فوائد أوميغا 3 للأطفال). تتوافر أوميغا 3 بكثرة في الأسماك الدهنية مثل السلمون، السردين، الماكريل، التونة، والرنجة. لذلك يُنصح دائمًا بتناول السمك 3 مرات أسبوعيًا للحصول على احتياجات الجسم من أوميغا 3.
ولأنه لا يستطيع أحد الالتزام في تناول السمك بهذا المعدل، يُفضل أن يتم الحصول على أوميغا 3 من أحد المكملات الغذائية، مثل أوميجرو شراب (أوميغا 3) للأطفال 100 مل الذي تم تصنيعه بمواصفات جودة مرتفعة للغاية من قبل شركة مارتينيز الإسبانية. تعمل شركة مارتينيز في إنتاج المستحضرات الصيدلانية منذ عام 1968 وتحرص على استخدام أفضل المواد الخام في التصنيع، فتحصل عليها من الموردين المعتمدين لدى وكالات الجودة الدولية.
كما أن أوميجرو شراب (أوميغا 3) للأطفال 100 مل يتميز بميزة استثنائية قلّما توجد في السوق السعودي. وهو أنه يحتوي على جرعات مركزة من أحماض أوميغا 3 الدهنية، ومن ثم فجرعة أوميجرو شراب أقل بكثير من معظم المستحضرات الطبية الأخرى في الأسواق التي تحتوي على أوميغا 3.
الخلاصة:
لإجابة سؤال في أي عمر تكتمل مناعة الطفل احتجنا أولاً إلى تعريف الجهاز المناعي ووظيفته للجسم. تتكون الأجسام المضادة في جسم الطفل بالتدريج مع نموه، ويصبح لديه قاعدة معرفية بمعظم الفيروسات والجراثيم التي تهاجم جسمه، مكونًا في هذه الرحلة جهازًا مناعيًا قويًا. وتستمر هذه الرحلة حتى أعتاب سن المراهقة (12 – 14 عام). وعلى الرغم من ضرورة أن يعتمد الجهاز المناعي للطفل على نفسه بدون دعم علاجي خارجي، إلا أنه لا بأس باللجوء إلى تقوية الجهاز المناعي من خلال تلقي التطعيمات الموصي بها في مواعيدها، والحفاظ على قدر كافي من النوم، وتبني نظام غذائي صحي، يحتوي على الأغذية التي تقوي المناعة، وأخيرًا تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على أوميغا 3.