هل السعال يؤثر على الجنين في الشهر السابع؟
للإجابة عن سؤال هل السعال يؤثر على الجنين في الشهر السابع أم لا نحن في حاجة أولاً إلى التطلع إلى العديد من العوامل حتى نستطيع الحكم على الحالة الصحية العامة للأم وجنينها أولاً، ثم بعد ذلك نحدد ما إذا كان هناك تأثير حقيقي للكحة على الحالة الصحية لها أو الجنين أم لا.
هذا المقال يجيب عن سؤال هل السعال يؤثر على الجنين في الشهر السابع وكيف هو هذا التأثير، وكيف يمكن علاج الكحة بشكل آمن بدون التأثير سلبًا على الحالة الصحية للجنين.
لماذا تحدث الكحة أثناء الحمل؟
تحدث الكحة أثناء الحمل للأم مثلما تحدث لها في أي وقت آخر. فإذا أصيبت بنزلة برد أو أنفلونزا وحدث في أحدها رشح، ربما تحدث الكحة وتستمر عدة أيام. قد تبدأ الكحة بعد نزلة البرد بعدة أيام، وتستمر فترة من الزمن.
ولكن المؤكد هو ضعف مناعة الأم الحامل بعد حدوث الحمل بسبب التقلبات الهرمونية، التي تؤدي إلى زيادة نسبة الهيستامين Histamine في الدم، مما يجعل الأم أكثر تحسسًا لمسببات الحساسية، ومن أعراضها بالطبع الكحة الشديدة، التي تظل أعراضها لفترة طويلة نسبيًا عن الحالات العادية.
تحدث الكحة مسببة تشنج قصبي وحدوث تخريش للقصيبات يؤدي إلى حدوث السعال الجاف الذي يؤذي الأم عادة أكثر من السعال المصحوب ببلغم، بسبب شدة نوباته. هذا بجانب ما يصاحبه من آلام في الصدر بعد انتهاء نوبة السعال. أو ما قد يؤدي إليه تطور النوبة في بعض الأحيان بالتسبب في حدوث قيء.
كذلك تعتبر عملية تناول الأدوية شديدة الحساسية بالنسبة للأم ولرحلة الحمل، ولذلك تجد مجموعة محدودة من الأدوية فقط هي التي تصلح معها، بينما غالبية الأدوية لا تناسبها. أو أن تتجه إلى استخدام مجموعة معينة من الأدوية مخصصة لها ولفترة الحمل تحديدًا.
فما هو الحل المناسب؟
إجراءات الوقاية من حدوث نوبات السعال للحامل
لا يوجد أفضل من اتباع القاعدة الطبية الأصيلة في العلاج من أي مرض “الوقاية خير من العلاج“. فإذا كان من المفضل اتباع هذه القاعدة في العلاج عامة، فهي في حالة الأم الحامل تتحول إلى قاعدة مُلزمة لها حتى تتجنب التعرض لأي أمراض قد تجد لبعضها أدوية، بينما غالبيتها ليس من المناسب تناول أي أدوية لها.
لذلك تأتي إجراءات الوقاية التالية للأم الحامل كأولوية قصوى حتى لا تتعرض للكحة خلال شهور الحمل سواء في بداية الحمل أو في الشهر السابع:
- الحصول على قدر كافٍ من النوم كل ليلة: لا بأس على الإطلاق من تمضية معظم وقت الحمل في النوم، وجعل الحركة في نطاق محدود وبشكل متوازن إذا كانت حالة الأم تستدعي ذلك. ولكن العكس هو الذي يجب أن تتجنبه الأم بأي شكل. فلا ينبغي أبدًا أن تتعرض للأرق أو اضطرابات النوم. قلة النوم ستؤثر سلبًا على صحتها وصحة الجنين بالتبعية
- شرب الكثير من السوائل: تعاني الأم عادة من كثرة التبول وبالذات خلال الشهور الأخيرة من الحمل بسبب ضغط الجنين والمشيمة على الأجهزة الداخلية ومن ضمنهم المثانة. ولكن رغم ذلك يُفضل أن تنتظم الأم في تناول السوائل بما لا يقل عن 2 لتر يوميًا حتى ولو كان يمثل ذلك ضغطًا على المثانة. كما يُفضل أن تجعل الأم السوائل التي تشربها دافئة
- تناول الوجبات بانتظام: على الرغم من صعوبة تناول الطعام بسبب ضغط الجنين على الجهاز الهضمي، إلا أن الكثير من الأطباء ينصحون بتناول وجبات صغيرة متفرقة على مدار اليوم، وعدم الاعتماد على نظام الوجبة الرئيسية الكبيرة التي يتناولها عموم الناس
- الحفاظ على الجسم من التقلبات الجوية: بمعنى عدم تعريض الجسم للتيارات الهوائية الباردة بشكل مفاجئ أو متكرر، أو التقلب بين الحرارة والبرودة مرة واحدة
- تناول معززات المناعة الطبيعية: مثل العسل بالليمون، الزنجبيل، الشاي الأخضر، الكركم، وغيرها من المشروبات الطبيعية التي تعزز المناعة وتقلل الكحة في نفس الوقت
علاج الكحة في المنزل بطرق طبيعية
ولأن حالة حواء لا تسمح بأن تتناول أي أدوية إلا بإشراف طبي دقيق، وربما لا يتوفر لها مضاد للكحة مناسب لحالتها، فستحتاج الأم الحامل إلى الاعتماد على الأغذية الطبيعية التي تعمل بمثابة مقو عام للمناعة من ناحية، ومضاد للكحة من ناحية أخرى، مثل:
- الثوم: يحمل الثوم خصائص مضادة للبكتريا والفيروسات. تعتبر وصفة هرس فصين من الثوم وخلطهما بالعسل – لتقليل حدة الطعم – من الوصفات الكلاسيكية الجيدة للقضاء على الكحة المصاحبة لنزلات البرد
- العسل: والمقصود بالعسل هنا نوعي العسل الأسود (دبس العسل) والأبيض (عسل النحل). فكلاهما ذو خصائص علاجية لنزلات البرد والقضاء على الكحة تحديدًا. بالإضافة إلى فوائد العسل المتعددة للحامل والجنين معًا
- خل التفاح: يساعد خل التفاح على زيادة قلوية الجسم، فيتمكن من محاربة الفيروسات التي تهاجم الجسم أثناء نزلات البرد، وعلاج الكحة بشكل آمن بعيدًا عن أي مخاوف من أعراض جانبية. يمكن خلط ملعقتين من خل التفاح بالمشروب المفضل وتناولها مرتين أو ثلاثة يوميًا
- مزيج العسل بالليمون: وهو المزيج الأشهر في تقوية المناعة ضد نزلات البرد، بما يحتويه من مضاد للفيروسات في العسل، وفيتامين سي في الحمضيات المصاحبة (الليمون)
- الغرغرة بالماء المالح: وهي لعبة الأوساط الحمضية/القلوية مرة أخرى. فالغرغرة بالماء المالح تساعدك على التخلص من السوائل الزائدة من الأنسجة الملتهبة في الحلق. كما أن هذا الوسط المالح يقتل البكتيريا والفطريات المتراكمة في الحلق، والتي تسبب السعال بشكل أو بآخر
هل السعال يؤثر على الجنين في الشهر السابع من الحمل؟
من الناحية الطبية لا يؤثر السعال بأعراضه العادية على الجنين بأي شكل من الأشكال. ولكن في حالات نادرة تؤدي زيادة حدة السعال إلى نزول ماء من المهبل. ولتحديد طبيعة هذا السائل بالتحديد ومعرفة درجة تأثيره على الحمل أو الجنين، يُفضل التوجه فورًا إلى الطبيبة المتخصصة في حالة حدوثه، للتأكد من استقرار الحمل وسلامة الجنين.
هل السعال يؤثر على الجنين في الشعر السابع من ناحية الأدوية؟
قد يستمر السعال مع الأم الحامل رغم كل الإجراءات الوقائية السابقة. بالشكل الذي تضطر معه إلى اللجوء إلى استخدام أحد المستحضرات الطبية التي تساعدها على تخفيف حدة السعال. في هذه الحالة يُفضل الالتزام بالأدوية المخصصة التي يرشحها الطبيب.
فقد يوصي الطبيب باستخدام دكسترومثورفان Dextromethorphan إذا كانت الأم تعاني من كحة جافة. أما إذا كانت الحالة شديدة ولا تستطيع الأم النوم من شدة الكحة، أو يُخشى آثارها على الجنين، فربما يلجأ الطبيب إلى وصف أحد المهدئات القوية للسعال مثل الكوداييين Codeine لما له من آثار مهدئة فورية على الكحة.
أما في حالة الكحة المصحوبة ببلغم، فربما يصف الطبيب بروبي للسعال وطارد للبلغم بحكم كونه مصنع من مواد طبيعية 100%. فهو يتكون من عسل النحل الطبيعي، والعكبر النقي (البروبوليس)، وخلاصة أوراق اللبلاب. وهذه المكونات تعمل معًا لأجل تهدئة الكحة من ناحية، ولطرد البلغم من ناحية أخرى.
أما إذا كانت أسباب الكحة مرتبطة بالحساسية لدى الأم، ففي هذه الحالة ربما يصف الطبيب أحد مضادات الهستامين أو مزيلات الاحتقان لضمان عدم استمرار الكحة.
وكقاعدة أساسية حال التعامل مع الأم الحامل، يُفضل أن تكون جميع الأدوية التي ستتناولها الأم لعلاج الكحة موصوفة من قبل الطبيبة المعالجة، حتى تصف الدواء المناسب للحامل بشكل عام، ولتطمئن على صحة الجنين بشكل خاص.
الخلاصة:
ستكون إجابة سؤال هل السعال يؤثر على الجنين في الشهر السابع من الناحية الطبية أنه: لا يؤثر بشكل مباشر. ولكن قد تؤدي شدة الكحة إلى نزول سوائل من المهبل تؤثر على استقرار حالة الجنين. أما من ناحية راحة الأم فيفضل بداية الاعتماد على وسائل الوقاية الاستباقية عملاً بقاعدة الوقاية خير من العلاج. ثم التوجه إلى الوسائل الطبيعية لعلاج الكحة، وأخيرًا المستحضرات الطبية المعتمدة، ولكن تحت إشراف طبي.